اختتمت شركة آبل حدثها السنوي للمطورين هذا العام "WWDC" بكشف الستار عن منتج جديد طال انتظاره لسنوات طويلة. وهو نظارة آبل فيجن برو Apple Vision Pro الجديدة.
ويأتي الإعلان عن هذه النظارة تتويجاً لسنوات من البحث والتطوير في برمجيات وأجهزة الواقع المعزز، والذي بدأته آبل منذ عام 2016 على الأقل.
جمعنا لكم في هذه المقالة كل المعلومات التي تريدون معرفتها عن نظارة آبل الجديدة، مثل مميزاتها واستخداماتها وسعرها. بالإضافة إلى الأسباب التي تجعل من هذه النظارة منتجاً ثورياً يتوقع له أن يأخذ التكنولوجيا إلى حقبة جديدة.
ما الذي يجعل نظارة آبل "ثورية"؟
في الخامس من حزيران/يونيو الجاري، كسرت آبل روتينها المعتاد بالإعلان عن منتج جديد في مؤتمرها السنوي. وهو أول خط إنتاج جديد منذ عام 2015.
وقال "تيم كوك" الرئيس التنفيذي لشركة آبل بأن نظارة Vision Pro الجديدة "ثورية"، "فهي منصة حوسبة مكانية جديدة تماماً، ستغير من كيفية تفاعل المستخدمين مع التكنولوجيا، ومع بعضهم، ومع العالم من حولهم".
وكانت شركة فيس بوك قد لفتت أنظار العالم إلى الواقع الافتراضي في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وذلك عندما غيرت الشركة اسمها من فيس بوك إلى "ميتا" Meta.
لكن منذ ذلك الحين، لم تكن مبيعات نظارات الواقع الافتراضي كبيرة، ولم يحدث الانفجار المتوقع في شركات وبرمجيات الواقع الافتراضي. فما الذي يجعل نظارة آبل مختلفة وواعدة؟ هذه 3 أسباب رئيسية:
1. الواقع المعزز مقابل الواقع الافتراضي
قال "تيم كوك" إن نظارة Vision Pro "أول منتج من آبل تنظر عبره، وليس عليه."
كانت معظم التوقعات حول نظارة آبل الجديدة تتنبأ بأنها ستكون نظارة واقع افتراضي مع لمسة من الواقع المعزز. لكن ما حصل كان العكس تماماً: فنظارة Vision Pro تعمل بتقنية الواقع المعزز، وتتضمن بعض الإمكانات الشبيهة بالواقع الافتراضي.
وهذه ميزة كبيرة، لأن الواقع الافتراضي يعزل المستخدم إلى حد كبير عن العالم حوله، وعلى الرغم من أنه يقدم تجارب افتراضية مبهرة يمكن تشبيهها بالانتقال إلى عالم آخر، لكنه يحد أيضاً من وقت الاستخدام إلى 30 دقيقة يومياً.
وبالمقابل، فإن نظارات الواقع المعزز تهدف خلال العقد القادم إلى تقديم شاشة رقمية مدمجة مع حياتك اليومية.
2. التوحيد بين العالم الرقمي والواقع
وصف كوك نظارة آبل بأنها :"تدمج العالم الحقيقي بسلاسة مع العالم الرقمي."
إن نظارة آبل Vision Pro هي في الواقع نظارة للواقع المختلط. فهي تجمع بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي. لكن آبل قررت ألا تربك الناس بشرح الفرق بين الواقع المعزز والافتراضي، وقدمت النظارة بطريقة مختلفة.
تحدثت شركة آبل عن طرق جديدة يمكن لنظارة Vision Pro أن توحد بها عالم الإنترنت، حيث يقضي معظمنا الآن أغلب وقته.
نظراً لأن الواقع المعزز يقوم بتراكب المعلومات الرقمية فوق العالم الحقيقي، فإن ذلك يفتح فئات كاملة من المحتوى والتجارب، حيث يمكن للمطورين البناء على الأنشطة والمهن والهوايات بدلاً من إعادة إنشائها رقمياً في الواقع الافتراضي.
3. نوع جديد من أجهزة الكمبيوتر
قال كوك إن إطلاق نظارة آبل "يمثِّل حقبة جديدة للحوسبة. ومثلما قدَّم لنا جهاز ماك الحوسبة الشخصية، وقدَّم لنا آيفون الحوسبة المحمولة، فإن نظارة ابل فيجن برو Apple Vision Pro تقدِّم لنا الحوسبة المكانية."
إن رسالة آبل واضحة، فهي تطمح إلى أن تحدث نظارتها الجديدة التأثير نفسه الذي أحدثه إطلاق حاسوب ماكنتوش وهاتف آيفون. وبعد حوسبة سطح المكتب والأجهزة المحمولة، سيكون العصر التكنولوجي القادم هو عصر "الحوسبة المكانية" Spatial Computing، حيث يُوضع المحتوى الرقمي فوق العالم الحقيقي من حول المستخدم ويبدأ بالتفاعل معه.
ومن أجل ذلك، قامت آبل ببرمجة نظام تشغيل خاص للنظارة، ويحمل اسم VisionOS، وتقول إنه أول نظام تشغيل للحوسبة المكانية في العالم. ويتم التحكم به عبر حركات العينين واليدين والصوت.
يتيح نظام VisionOS للمستخدمين التفاعل مع المحتوى الرقمي وكأنه موجود في مساحتهم، وذلك عبر واجهة مستخدم ثلاثية الأبعاد تجعل المحتوى الرقمي يبدو وكأنه موجود في العالم المادي، فمن خلال الاستجابة الديناميكية للضوء الطبيعي وإلقاء الظلال، يمكن للمستخدم فهم المقياس والمسافة لتمكين التنقل والتفاعل مع المحتوى المكاني حتى أثناء استخدام النظارة.
مميزات نظارة آبل وطريقة عملها
تحتوي نظارة آبل على شاشة أمام كل عين بدقة 4K، بالإضافة لوجود 5 أجهزة استشعار و12 كاميرا و6 ميكروفونات، وسماعتين على طرفي النظارة لتوفير صوت محيطي.
وتعمل النظارة باستخدام معالجين اثنين من تصنيع آبل، أحدهما M2 الذي تعتمد عليه في آيباد وماك، ويقوم بمعالجة الرسوميات والبيانات. والآخر هو R1 الجديد كلياً، والذي يقوم بمعالجة المعلومات التي تجمعها المستشعرات في النظارة.
ويحتاج المستخدم لتوصيل النظارة ببطارية خارجية توفر ساعتين من الاستخدام، أو توصيلها بالكهرباء مباشرة واستخدامها طوال اليوم.
وتتميز Vision Pro أيضاً بخاصية EyeSight، وهي ميزة تسمح لمستخدمي نظارة آبل بالتفاعل مع من حولهم، وذلك بعرض صور وتعبيرات على الشاشة الخارجية للنظارة توضح أن من يرتدي النظارة مشغول بعمل مثل مشاهدة فيلم أو اجتماع فيديو أو غيرها. وذلك على عكس نظارات الواقع الافتراضي الأخرى التي تعزل المستخدم عن المحيط الخارجي.
وأكدت آبل بأن نظام تشغيل نظارة Vision Pro يضع بيانات المستخدمين تحت سيطرتهم ويحافظ عليها من تدخل أي طرف ثالث. وذلك عبر نظام مصادقة جديد اسمه Optic ID يحلل قزحية المستخدم، ويمنع مشاركة بياناته مع أي طرف ثالث مثل التطبيقات أو المواقع الإلكترونية وحتى آبل نفسها.
وخلال الإعلان عن النظارة، كشفت آبل عن عدة شراكات خاصة بنظارتها الجديدة، أهمها توفر خدمة بث المحتوى الترفيهي "ديزني+" (Disney+) داخل تطبيقات النظارة الجديدة بداية من إصدارها الأول.
كما اعتمدت آبل خياراً جديداً لدعم المستخدمين الذين يرتدون نظارات طبية، حيث تقدم نظارات الواقع الافتراضي الأخرى -مثل Meta Quest و HTC Vive- على مساحة كافية لاستيعاب النظارات الطبية. لكن تصميم نظارة آبل لا يسمح بذلك، مما دفع الشركة للتعاون مع شركة (Zeiss) لتصنيع عدسات طبية تُثبت مغناطيسياً في شاشة النظارة. وستُباع العدسات بشكل منفصل لكن تكلفتها غير معروفة حالياً.
استخدامات نظارة آبل Vision Pro
وفقاً لآبل، يمكنك استخدام نظارة Vision Pro للعمل والترفيه والتواصل وتسجيل الذكريات بطرق جديدة. ومن الاستخدامات التي اقترحتها:
- في العمل: يتميز نظام VisionOS الجديد بواجهة ثلاثية الأبعاد تحرر التطبيقات وتظهرها جنباً إلى جنب بأي مقاس. وهذا يعني أن المستخدم يمكنه التحكم في مقدار البيانات التي ستظهر له عبر النظارة وأن يقوم بعدة مهام في وقت واحد.
كما يمكن للمستخدمين دمج أدوات مع النظارة لا سلكيا مع أجهزة وملحقات آبل، مثل آيفون وماك وMagic Keyboard و Magic Trackpad، لإعداد مساحة عمل مثالية.
- في الترفيه: تحول نظارة آبل فيجن برو أي مساحة إلى مسرح سينمائي شخصي بنظام صوت مكاني يشعر المستخدم وكأن الصوت صادر من البيئة المحيطة. يمكن للمستخدمين مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية، أو الاستمتاع بالأفلام ثلاثية الأبعاد.
وبالنسبة للألعاب، تحتوي النظارة في نسختها الأولى على أكثر من 100 لعبة من ألعاب Apple Arcade. والتي تقدم تجربة فريدة للمستخدم عبر نظام الحوسبة المكانية.
- المزيد من التطبيقات: أطلقت آبل متجر تطبيقات خاصاً بنظارة Vision Pro حيث يمكن للمستخدمين اكتشاف التطبيقات والمحتوى من المطورين، والوصول إلى مئات الآلاف من تطبيقات iPhone و iPad التي تعمل نع نظام تشغيل النظارة.
وكما ذكرنا سابقاً، فليس من المعتاد أن تعلن آبل عن جهاز جديد في وقت مبكر، لكن يبدو أنها فعلت ذلك لمنح المطورين ما يكفي من الوقت لإنشاء تطبيقات لنظام VisionOS للواقع المختلط الجديد.
- التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو: بفضل أول كاميرا ثلاثية الأبعاد من آبل، تتيح Apple Vision Pro للمستخدمين التقاط ذكرياتهم المفضلة واسترجاعها والانغماس فيها كأنهم عادوا في الزمن، مثل الاحتفال مع الأصدقاء أو تجمع عائلي خاص.
كما يمكن للمستخدمين الوصول إلى مكتبة الصور الكاملة الخاصة بهم على iCloud، وعرض الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالحجم الطبيعي بألوان زاهية وتفاصيل مذهلة. تتسع كل لقطة بانوراما على iPhone وتلتف حول المستخدم، مما يخلق الإحساس بأنهم يقفون في المكان الذي تم التقاطه فيه.
- المكالمات الافتراضية بطريقة جديدة: مع نظارة آبل الجديدة، تستفيد مكالمات FaceTime من الغرفة المحيطة بالمستخدم، حيث ينعكس كل شخص في المكالمة في مربعات بالحجم الطبيعي، بالإضافة إلى الصوت المكاني، لذلك يبدو كما لو أن المشاركين يتحدثون مباشرة من المكان الذي يتواجدون فيه.
وسيظهر وجه المستخدمين الذين يرتدون Vision Pro أثناء مكالمة FaceTime من دون النظارة، وذلك عبر نسخة رقمية يتم إنشاؤها بواسطة تقنيات التعلم الآلي من آبل، والتي تعكس حركات الوجه واليدين.
ويمكن للمستخدمين حالياً القيام بأمور معينة معاً، مثل مشاهدة فيلم أو تصفح الصور أو التعاون في عرض تقديمي.
سعر نظارة آبل الجديدة وموعد إطلاقها
ستكون نظارة آبل متاحة في الولايات المتحدة في أوائل العام المقبل على apple.com وفي مواقع Apple Store. وبقية الدول في وقت لاحق من العام المقبل. وبسعر يبدأ بـ 3499 دولاراً.
ويعتبر سعر نظارة آبل أغلى بكثير من أجهزة مشاهدة الواقع الافتراضي المتوفرة في الأسواق حالياً. ففي الأسبوع الماضي أطلقت ميتا نظارتها Meta Quest Pro بسعر 999 دولار.
وتتوقع آبل أن تبيع 900 ألف نظارة خلال عام 2024. لكن يرى عدد من خبراء التكنولوجيا أن النظارة لن تجذب شريحة واسعة من المستخدمين في الوقت الحالي، وذلك بسبب عدة عوامل مثل سعر النظارة ومخاوف تتعلق بأجهزة الجيل الأول.
كما أن شركة ميتا تمتلك بالفعل 81% من سوق نظارات الواقع الافتراضي. لكن التوقعات متفائلة على المدى الطويل، وذلك بفضل التكنولوجيا المتقدمة والواعدة التي تقدمها آبل، وتاريخها الحافل في إقناع المستخدمين بحاجتهم إلى شراء أجهزتها ببراعة تسويقية لا مثيل لها.
ابقَ مطلعاً على أحدث المواضيع في عالم التسويق الرقمي والأعمال بالاشتراك في نشرة أفق. تعرف إلى خدماتنا الشاملة في صناعة المحتوى وبناء العلامة التجارية والتسويق الرقمي. ولا تتردد بالتواصل معنا للاستفسار عن خدماتنا أو حجز خدمتك اليوم.
Comments