الوصول إلى قلب المشتري هو هدف التسويق الأول، وإذا كنت تخطط لنقل مشروعك إلى سوق جديدة فستحتاج إلى ترجمة ما لديك من محتوى تسويقي إلى لغة جمهورك الجديد. لكن الترجمة الحرفية لم ولن تنجح يوماً في تحقيق التأثير العاطفي المطلوب! وهنا تأتي أهمية الترجمة التسويقية في إبراز مزايا علامتك التجارية ونقل مشروعك إلى مرحلة جديدة.
في آخر شهر أيلول/سبتمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للترجمة. وفي مقالة اليوم نشارككم كل شيء عن الترجمة التسويقية وما المميز فيها، وأهم أشكال المحتوى التسويقي التي ينبغي ترجمتها في حملات التسويق الرقمي العالمية.
ما هي الترجمة التسويقية (marketing translation)؟
الترجمة التسويقية marketing translation هي عملية نقل رسالتك التسويقية إلى لغة وثقافة أخرى، مع الحفاظ على أهدافها وأسلوبها ونبرتها وسياقها في بيئة جديدة، لتعكس روح علامتك التجارية للجمهور المحلي.
تتضمن الترجمة التسويقية ترجمة كل محتواك التسويقي أو بعضه لجذب جمهورك المستهدف، سواء في موقعك الإلكتروني أو محتوى وسائل التواصل الاجتماعي أو رسائل البريد الإلكتروني، بالإضافة للمواد التسويقية المطبوعة مثل الملصقات والكتيبات.
تتطلب ترجمة المحتوى التسويقي اتقان مجموعة مهارات واسعة، مثل الإبداع والمرونة، وإجادة لغتين على الأقل، ومهارات البحث المتخصص، والإلمام بأساسيات التسويق وتحسين محركات البحث (SEO).
تجمع الترجمة التسويقية بين مهارات الترجمة والإبداع والمرونة، ولهذا السبب يسمى هذا النوع من الترجمة أيضاً بالترجمة الإبداعية.
يتطلب إطلاق حملة تسويقية في سوق جديدة اتباع منهج مدروس، فما هي الألوان أو الصور أو العبارات التي سيكون لها صدى لدى الجمهور المحلي؟ وبالمقابل، ما هي العناصر التي يمكن أن تكون مسيئة؟ قد يتسبب ضعف البصيرة الثقافية بفشل حملة التسويق بأكملها!
اقرأ أيضاً: 7 أسباب شائعة جداً لفشل الحملات التسويقية
ما الذي يميز الترجمة التسويقية عن بقية الترجمات؟
تخبرنا الإحصائيات بأن أكثر من نصف الجمهور الذي يتقن اللغة الإنكليزية يفضل المحتوى التسويقي المكتوب بلغته الأم. وبأن 75% من المستهلكين يفضلون الشراء من مواقع إلكترونية متوفرة بلغتهم، بينما يتمسك 40% من المستهلكين بالشراء فقط من مواقع توفر ترجمة للغتهم.
يفضل العملاء الشراء من العلامات التجارية التي تخاطبهم بلغتهم الأم، والمحتوى التسويقي المترجم يعزز الشعور بأن خدماتك أو منتجاتك قد تم تطويرها خصيصاً لهم.
لكن الترجمة الحرفية للمحتوى التسويقي ليست كافية، فالتسويق لا يهدف في المقام الأول إلى بيع المنتج أو الخدمة، وإنما إلى بيع "شعور" معين للعميل.
ينبغي أن يشعر الجمهور المستهدف بأن منتجاتك أو خدماتك مصممة خصيصاً لهم، وعندما يتحدث الجمهور بلغة أخرى ويتبنى ثقافة مختلفة، فإن الترجمة التسويقية الإبداعية ضرورية لإيصال هذه المشاعر.
عند ترجمة المحتوى التسويقي، من المهم أخذ المعنى اللغوي والثقافي بعين الاعتبار، إذا لم يكن الأمر كذلك فقد تتم ترجمة العبارات التسويقية إلى عبارات غير مفهومة أو مهينة في اللغة الأخرى.
تختلف الترجمة التسويقية عن أنواع الترجمة الأخرى، فلكل علامة تجارية محتوى تسويقي خاص يعبر عن صوتها، ويحتاج المترجم إلى الحفاظ على صوت العلامة التجارية وإيصاله للجمهور بما يتناسب مع ثقافتهم.
ولهذا يمكن وصف المترجمين الذين يقومون بالترجمة التسويقية بأنهم يقومون بعمل كاتب المحتوى والفنان وخبير حل المشكلات. فهم يستخدمون مهاراتهم المتخصصة في الحفاظ على سلامة صوت العلامة التجارية ودقته في المحتوى التسويقي ورسالته.
أين تستخدم الترجمة التسويقية؟
تتم ترجمة أشكال عدة من المحتوى في الحملات العالمية. لكن من الضروري التأكد من أن صوت العلامة التجارية ورسالتها سيظلان على نسق واحد لنجاح حملة التسويق الرقمي. ويشمل المحتوى التسويقي الذي ينبغي ترجمته:
1. الموقع الإلكتروني
تتصدر المواقع الإلكترونية قائمة المحتوى التسويقي الذي يحتاج إلى الترجمة التسويقية الإبداعية، لأن موقعك الإلكتروني غالباً ما يكون نقطة الاتصال الأولى للعديد من العملاء الراغبين في معرفة المزيد عن علامتك التجارية.
إذا أردت الوصول إلى جمهور عالمي، فإن ترجمة موقعك الإلكتروني ضرورة لا غنى عنها لاستهداف جماهير محددة ودخول سوق مستهدف جديد.
يحتوي الموقع الإلكتروني على العديد من العناصر التي تحتاج إلى ترجمة، من الصفحة الرئيسية إلى صفحات المنتجات أو المنتجات في المتاجر الإلكترونية إلى الرؤوس والتذييلات.
على الرغم من توافر طرق عديدة لترجمة الموقع الإلكتروني، بما فيها برامج وأدوات الترجمة، إلا أن الاستعانة بخدمات مترجم محترف هي الطريق الأفضل دوماً. لأن المترجم الآلي لا يتمتع بالقدرة على فهم السياق المحيط بمحتوى الموقع ولن يتمكن من الاستفادة منه لترجمة المحتوى بشكل إبداعي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمترجمين التسويقيين ملاحظة الفروق الدقيقة في اللغة وترجمة التعابير واستخدام اللهجات والعبارات الدارجة في المواضع المناسبة. ودمج المصطلحات المهمة لتحسين محركات البحث (SEO).
2. محتوى الفيديو
لمحتوى الفيديو دور مهم للغاية في حملات التسويق الرقمي، حيث يفضل 72% من المستهلكين التعرف إلى منتج أو خدمة عبر محتوى الفيديو وفقاً لـSmart Insights.
تتصدر اللغة الإنكليزية قائمة أكثر اللغات انتشاراً في محتوى الإنترنت. وتفترض مشاريع عديدة أن أغلبية الناس يجيدون الإنكليزية وأن البلدان الناطقة بالإنكليزية مهمة لتوسعة مشاريعهم.
لكن الحقيقة أن 60% من مشاهدات يوتيوب تأتي من مستخدمين يختارون لغات أخرى غير الإنكليزية كلغة عرض للموقع. ولهذا من الضروري تحديد جمهورك المستهدف بدقة وتوفير محتوى الفيديو بلغتهم سواء عبر الترجمة المصاحبة أو التعليق الصوتي.
3. المحتوى التسويقي على وسائل التواصل
يكاد عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يصل إلى 5 مليارات مستخدم حول العالم، أي حوالي نصف سكان العالم!
وإذا كنت تهدف إلى توسيع نطاق مشروعك عالمياً، فإن منصات التواصل أدوات رائعة للوصول إلى جماهير عالمية ضخمة بتكاليف أقل بكثير من أشكال التسويق التقليدي مثل الإعلانات التلفزيونية.
تتطلب ترجمة جميع أنواع الإعلانات اتقان مستوى عالٍ من الترجمة التسويقية الإبداعية التي تجمع بين مهارات الترجمة والكتابة التسويقية الإبداعية.
كما تحتل الشعارات (Slogans) مرتبة عالية في قائمة المواد التسويقية التي تحتاج إلى مترجم خبير ومبدع.
إن دفع الجمهور على اتخاذ إجراء وشراء منتج ليس بالمهمة السهلة. وخاصة أن لكل بلد تفضيلاته فيما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي، وما قد يكون شائعاً في بلد ما قد لا يكون شائعاً في بلد آخر.
على سبيل المثال، يُستخدم فيس بوك على نطاق واسع في معظم دول العالم باستثناء الصين، حيث تم حظر الموقع وإنشاء منصات بديلة. وهذا يعني أن عليك إعطاء الأولوية في ترجمة المحتوى للمنصات الأكثر استخداماً لدى جمهورك المستهدف الجديد.
من الضروري أن تفكر في الاستثمار في الترجمة التسويقي في وقت مبكر من بناء خطة التسويق الرقمي، وذلك لتوفير الوقت والنفقات على المدى الطويل.
الترجمة التسويقية فن، وإذا تمت بشكل صحيح فسوف تبني الثقة مع جمهورك المستهدف وتؤسس لنجاحك في الأسواق الدولية.
ابدأ ببناء أساس تسويقي متين ومرن مع مؤسسة أفق. اكتشف خدماتنا الشاملة والمتكاملة في مجال التسويق الرقمي وصناعة المحتوى وبناء العلامة التجارية، وتواصل معنا اليوم!
Comments