ربما سمعت في الأشهر الماضية عما يسمى ب "الاستقالة الكبرى" وهي واحدة من التداعيات التي سببها فيروس كورونا الغني عن التعريف، أظهرت العديد من الدراسات حول العالم أن نسبة كبيرة من الناس يفكرن في الاستقالة من أعمالهم، يبدو أن الوباء العالمي قد دفع العديد من الناس إلى إعادة النظر في وظائفهم وأرباب أعمالهم، فإذا كنت تفكر بالاستقالة فلا بد من أنك تتساءل ماهي أفضل طريقة لفعل هذا، أو إذا كان هذا هو الخيار الصحيح بالفعل، هذا المقال سوف يساعدك على اتخاذ القرار المناسب.
كيف تعرف أنّ وقت الاستقالة من العمل قد حان؟
معظم الناس يقاومون وبشدة ترك وظائفهم مهما كانت تجلب لهم من المشاكل، وهذا نابع من اعتقادهم أن الاستقالة تعني الفشل والناجحون لا ينسحبون أبداً، وهذا ليس صحيحاً أبداً! ففي الحقيقة، الناجحون ينسحبون دائماً أي أنهم يعرفون متى يتركون الأشياء المناسبة في الوقت المناسب، بالتأكيد لا يمكن أن تستقيل من عملك فجأة، هناك بعض الأشياء التي يجب أن تمعن التفكير فيها أولاً.
من أين تأتي المشاكل حقاً؟
أمعن النظر بصدق إلى وضعك الحالي وافهم ما الذي يحدث جيداً قبل أن تفكر في الاستقالة من العمل، في بعض الأحيان يمكن أن يكون انعكاس غضبك من مشاكل حياتك اليومية على عملك هو السبب الحقيقي لاستيائك من وظيفتك، مثل مشاكل الصحة وقلة النوم أو علاقاتك مع عائلتك، يجب أن تكتشف أين هي المشكلة بالضبط قبل أن تتخذ أي قرار.
هل انزعاجك دائم أم مؤقت؟
لا يوجد مفر من المشاكل مهما كانت وظيفتك، ربما يكون الانزعاج الذي تشعر به مجرد أثر جانبي مؤقت بسبب ظهور تحديات جديدة، في مثل هذه الحالة سوف تجعلك الاستقالة من العمل تخسر فرصةً للنمو والتقدم مهنياً، بينما الانزعاج الضار هو الانزعاج الدائم الذي لا يزول والذي لن ينفعك في تطوير نفسك.
هل هناك ما يمكن تغيره لكي تشعر بالرضى؟
المشاكل والصعوبات لا تكون دائماً مستعصية لدرجة تجعلك تستقيل من عملك، ربما تكون قادراً على حل كل شيء إذا قدمت المشكلة للشخص المناسب، حاول إجاد مرشد يمكنك الوثوق به لكي تحل مشكلاتك وتستفيد من هذه الفرصة لتطوير نفسك.
هل استنفدت جميع خياراتك؟
في حال أجبت على جميع الأسئلة السابقة بشكل سلبي، ولم تنجح أي من محاولاتك لتحسين ظروف عملك، فهذا يعني أن الوقت قد حان لتفكر بشكل جدي في الاستقالة من العمل.
كيف تستقيل من وظيفتك؟
كما ذكرنا سابقاً لا يعقل أن تستقيل من عملك فجأة، إليك بعض النقاط التي يستحسن تذكرها:
من يجب أن تعلمه أولاً
إذا قررت الاستقالة أبلغ مديرك أولاً، تحاشى إخبار أي شخص قبله، لن يكون من مصلحتك لو عرف مديرك أنك تنوي الاستقالة من العمل قبل أن تحصل على فرصة لشرح أسبابك، فحتى لو كنت تنوي الاستقالة فمن الأفضل أن تحافظ على علاقة طيبة مع مدراءك وزملاءك السابقين، وهنا يجب أن نشير الى نقطة مهمة وهي أن كثيراً من الموظفين يؤجلون إعلان استقالتهم حرصاً منهم على معنويات فريق العمل، هذا ليس جيداً لأحد، إذا كنت قد قررت المضي قدماً فتأخير إعلانك سيضر بصحتك النفسية وقد يفسد مخططات الشركة.
أعلن عن قرارك بشكل مباشر
ربما يصعب هذا على البعض، خاصة أولئك الذين تربطهم علاقات قوية بزملائهم، بعد أن تُعلم مديرك بقرارك، أجمع زملائك واشرح لهم بشكل موجز ولائق أسباب استقالتك، كن إيجابياً واشكرهم على كل شيء قدموه لك فيما مضى ووضِّح لهم أن الوقت قد حان كي تمضي وتستكمل مسيرتك المهنية، لا تفكر بترك عملك دون إخبار زملائك، هذا سيؤثر سلباً على سمعتك وشبكة معارفك بغض النظر عن كونه تصرفاً غير لائق.
ضع خطة لمستقبلك
يتعين عليك أن تضع خطة للأسابيع التي سوف تقضيها من دون وظيفة، سوف يجنبك وضع خطة مضمونة الوقوع في مشاكل مالية بسبب تراكم مصاريفك في هذه الفترة، وحتى تكون الخطة مضمونة يجب أن تركز على نقطتين:
ابحث عن وظيفة بدوام جزئي لتغطي مصاريفك أثناء بحثك عن وظيفة جديدة.
ادخر قدر المستطاع قبل أن تستقيل من وظيفتك.
وجود خطة جاهزة سوف يساعدك على اتخاذ الخطوة القادمة، لكن من الأفضل أن تجد وظيفة جديدة قبل أن تستقيل من عملك، لن تحتاج للنقاط السابقة عندما يكون لديك وظيفة محجوزة.
قم بتحديث سيرتك الذاتية
هذا شيء يجب أن تفعله من حين لآخر حتى لو لم تكن تنوي الاستقالة من العمل، قم بإعادة كتابة سيرتك الذاتية كل فترة، وأضف المهارات والخبرات الجديدة التي تعلمتها، كي تبقى سيرتك الذاتية مستعدة دائماً لأي شيء.
غادر بأكبر قدر ممكن من اللباقة
عندما تقرر الاستقالة من العمل افعل هذا بشكل مهذب، لا تحرق الجسور التي يمكن أن تساعدك، قد تخسر سمعتك المهنية إذا تركت وظيفتك بشكل غير لبق أو قد يؤثر هذا عليك في وظيفتك الجديدة، أما إذا قدمت استقالتك بلباقة فسوف تحافظ على سمعتك الطيبة وتوسع شبكة معارفك، من يعلم متى قد تحتاج للاتصال بزملائك القدامى.
إذاً أصبحت الان مستعداً لتقرر ما إذا كان الوقت قد حان لكي تستقيل من عملك، ربما يحتاج الأمر بعض الوقت لكن في النهاية سوف تستمع لذلك الصوت الخافت الذي يخبرك بضرورة إجراء بعض التغيير في طريقة عيشك، تذكر دائماً أن حياتك ملك لك وحدك ولا أحد سواك يمكنه اتخاذ قرارات حياتك الخاصة.
تقدم مؤسسة أفق خدمات إعداد وكتابة المحتوى التسويقي للشركات والمؤسسات، احجز موعدك معنا للحصول على خدمة عالية الجودة وبأفضل الأسعار.
Comments