ما العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة؟ | مؤسسة أفق
top of page

ما العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة؟

تاريخ التحديث: ١٥ أكتوبر ٢٠٢٣

إذا كنت تطمح إلى الترقي لمنصب قيادي، فقد لا تحتاج إلى تطوير مهاراتك التنقية، وإنما مراعاة عنصر عاطفي يساعدك على تدريب فريقك وإدارة الأزمات وتقديم الملاحظات والتعاون مع الآخرين، يُطلق على هذا العنصر "الذكاء العاطفي"، ويشكِّل لوحده ما يقرب من 90% من الأداء العالي للأفراد بغض النظر عن المهارات والمعارف التقنية. نشارككم في هذه المقالة مفهوم الذكاء العاطفي في القيادة، وما الذي تخبرنا به الأرقام عن أهمية الذكاء العاطفي في العمل اليوم، بالإضافة إلى مكونات الذكاء العاطفي الأربعة التي ينبغي أن تتوفر لدى كل قائد ناجح وطموح.

الذكاء العاطفي

ما هو الذكاء العاطفي؟

عندما تسمح عبارة "قائد مثالي"، ما الذي يخطر ببالك؟


قد تتخيل شخصاً لا يترك أعصابه تخرج عن نطاق السيطرة مهما كان الموقف صعباً، أو شخصاً يتمتع بثقة موظفيه الكاملة، ويستمع إلى فريقه، ويسهل التحدث إليه، ويتخذ دوماً قرارات مدروسة ومستنيرة.


هذه كلها صفات شخص يتمتع بدرجة عالية من الذكاء العاطفي.


الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم وإدارة عواطفك، بالإضافة إلى التعرف على مشاعر الأخرين من حولك والتأثير فيها.


يدرك الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء العاطفي ما يشعرون به، وما تعنيه مشاعرهم والتأثيرات التي يمكن أن تحدثها لدى الأخرين.


صيغ هذا المصطلح لأول مرة عام 1990 من قبل الباحثين "جون مايير" و"بيتر سالوفي"، وتم تطويره في مجال الأعمال من قبل عالم النفس "دانييل جولمان".


سلَّط جولدمان الضوء منذ أكثر من عقد على أهمية الذكاء العاطفي في العمل، وقال في مقابلة مع مجلة "هارفرد بيزنس ريفيو":


"إن القادة الأكثر فاعلية متشابهون في أسلوب معين؛ فجميعهم يتمتعون بدرجة عالية مما أصبح يُعرف بالذكاء العاطفي. لا يعني ذلك أن معدل الذكاء والمهارات التقنية غير مهمة، لكنها مجرد مُتطلَّبات للوصول إلى المناصب التنفيذية."


على مر السنين، تطور الذكاء العاطفي إلى مهارة لا غنى عنها، أظهر بحث أجرته شركة TalentSmart أن الذكاء العاطفي في العمل هو أقوى مؤشر على الأداء.


وفي استطلاع لموقع CareerBuilder قال 71% من مديري التوظيف إنهم يقدِّرون الذكاء العاطفي في العمل أكثر من معدل الذكاء!


ما أهمية الذكاء العاطفي في العمل؟

تحدِّد أساليب القادة هوية مشاريعهم، وإذا غاب الذكاء العاطفي في القيادة فقد يكون لذلك عواقب على المدى البعيد، مثل انخفاض مشاركة الموظفين وارتفاع معدلات الاستقالة.


وتشير أبحاث إلى أن 80% من الموظفين الذين يعانون من علاقة سيئة مع المديرين يكونون غير مندمجين في بيئة العمل، وأن المديرين السيئين كانوا السبب في 50% من حالات الاستقالة.


إذا اجتمع الذكاء العاطفي والقيادة، سيتمكن القادة من الاستفادة من موازنة التنوع في الفريق والاستفادة منه، وتحفيز الموظفين والتأثير فيهم، وأيضاً اتخاذ القرارات باستخدام التفكير النقدي والتأثير بشكل إيجابي في استراتيجية العمل.



مكونات الذكاء العاطفي

وضع جولدمان تقسيماً لمكونات الذكاء العاطفي في القيادة، حيث قسَّمها إلى 4 مهارات رئيسية هي:


1. الوعي الذاتي

الوعي الذاتي هو إدراكك الدائم لمشاعرك وأثرها هي وأفعالك على من حولك، ويعني في القيادة أن يكون لديك تصور واضح عن نقاط قوتك وضعفك وكيفية تسخيرها لصالح العمل.


وفقاً لبحث أجرته عالمة النفس "ناتاشا يوريتش"، يعتقد 90% من الناس أنهم مدركون لذواتهم، لكن النسبة الحقيقية أقل من ذلك بكثير، وتتراوح ما بين 10-15%.


يمكن أن يتسبب انعدام الوعي الذاتي لديك بمشاكل لموظفيك مثل زيادة التوتر وتقليل الحافز، وقد يتسبب بخفض إنتاجية الفريق إلى النصف!


عندما تقدِّر نفسك ، فأنت تقدر الآخرين ومن المرجح أن يبذل الموظفون قصارى جهدهم عندما يشعرون بالتقدير، لكن لإبراز أفضل ما لدى الآخرين، عليك أولاً إبراز أفضل ما في نفسك، وهنا يؤدي الوعي الذاتي عمله.


2. التنظيم الذاتي

ويعني القدرة على إدارة عواطفك لا سيما خلال المواقف العصيبة، والحفاظ على نظرة إيجابية وغير متحيزة على الرغم من النكسات والظروف.


من مؤشرات غياب التنظيم الذاتي: أن يتحيَّز القائد ضد أحد الموظفين، أو يتخذ قرارات متسرعة أو عاطفية. وعلى العكس من ذلك يُبقي التنظيم الذاتي كل شيء تحت السيطرة.


أغلب ردود الأفعال تكون تلقائية، لكن كلما كنت أكثر انسجاماً مع الذكاء العاطفي لديك، كان من السهل عليك التحكم في ردود أفعالك.


الإجهاد في مكان العمل أمر لا مفر منه ، ولكن كيفية إدارته ستحدد ما إذا كان يعمل لصالحك أو ضدك.


يمكنك تحسين مهارات الذكاء العاطفي لديك عبر استرجاع مبادئك دوماً، وتحمُّل المسؤولية عند ارتكابك لخطأ ما ومواجهة العواقب، والتدرب على الاحتفاظ بهدوئك عبر التنفس العميق وتدوين اليوميات.


3. الوعي الاجتماعي

فهم عواطفك وتنظيمها ضروريان، لكنك تحتاج أيضاً إلى امتلاك الوعي الاجتماعي، وهو القدرة على إدراك مشاعر الآخرين وديناميكيات التعامل في بيئة عملك.


يتحلَّى القادة الواعون اجتماعياً بالتعاطف، ويسعون جاهدين لفهم مشاعر زملائهم ووجهات نظرهم عن طريق وضع أنفسهم مكان الآخرين، وهذا ينعكس إيجابياً على تواصلهم وتعاونهم مع الجميع.


تصنِّف شركة تطوير القيادة العالمية DDI التعاطف على أنه المهارة القيادية الأولى، حيث تزداد فاعلية القادة الذين يمارسون التعاطف بنسبة 40% في التدريب وإشراك الآخرين واتخاذ القرارات.


إذا كنت ترغب في كسب احترام فريقك وولائهم، فاظهر لهم اهتمامك من خلال التعاطف.


4. إدارة العلاقات

تشير إدارة العلاقات إلى قدرتك على التأثير في الآخرين وتدريبهم وتوجيههم وحل النزاعات بشكل فعَّال


يفضِّل بعض الناس تجنُّب الصدامات، لكن معالجة المشكلات فور وقوعها أمر مهم للغاية، لأن أي نزاع لا يُعالج في الحال يستهلك من وقت الشركة أكثر من 8 ساعات وفقاً لبعض الدراسات، حيث تضيع تلك الساعات في الثرثرة وأنشطة أخرى غير منتجة تستنزف الموارد والروح المعنوية للفريق.


إذا كنت ترغب في إبقاء فريقك سعيداً، فعليك خوض تلك المحادثات الصعبة، في إحدى استطلاعات الموارد البشرية، صنَّف 72% من الموظفين المشاركين "المعاملة المحترمة للموظفين في جميع المستويات" على أنها العامل الأول في الرضى الوظيفي.



يؤكد جولدمان: "من دون الذكاء العاطفي، يمكن لأي شخص الحصول على أفضل تدريب في العالم، وعقل ثاقب وتحليلي، ومدد لا ينضب من الأفكار الذكية، لكنه سيبقى غير قادر على أن يكون قائداً عظيماً."


يجذب الذكاء العاطفي في القيادة العديد من الفوائد إلى المحصلة النهائية للأعمال، وفي وقت تشهد فيه المشاريع الناشئة والكبرى تغييرات تاريخية، أصبح الذكاء العاطفي في العمل مرتبطاً بتحسين الإنتاجية وزيادة الأرباح وتقليل انسحاب الموظفين.


مواضيع مهمة ومتجددة في عالم التسويق الرقمي والإدارة نشارككم إياها دورياً في مدونة أفق. لا تفوتوا أحدث العناوين واشتركوا في نشرتنا البريدية ليصلكم كل جديد فور صدوره. كما يمكنكم الحصول على خدماتنا المتميزة في مجالات التسويق الرقمي أو انتاج المحتوى التسويقي أو بناء العلامة التجارية. تواصلوا معنا الآن.

مصادر: 1 2 3

٢٥٥ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page