متحدثاً عن بناء العلامة التجارية وأهميتها لدى الأفراد والشركات على حد سواء، أجرى السيد "محمد الأطرش" المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة أفق مقابلة في تلفزيون سوريا بتاريخ 8 تشرين الأول أكتوبر من العام الجاري.
وخلال المقابلة، تحدث السيد محمد الأطرش عن أن مفهوم العلامة التجارية ككل اختلف بشكل كبير بعد ثورة المعلومات والاتصالات والرقميات، وانتشار المنصات الرقمية بما فيها منصات التواصل الاجتماعي، وأن العلامة التجارية بشكل عام هي ليست فقط اسم الشركة أو المؤسسة واللوغو الخاص بها، وإنما هي تشمل هوية المؤسسة بكل ما فيها من جوانب بصرية، تنظيمية، إدارية، منتجاتها، خدماتها، وطريقة طرح هذه المنتجات والخدمات، وطريقة تعامل هذه المؤسسة العملاء والشركاء والموظفين، ومقرات المؤسسة ومكاتبها وطريقة تنظيمها، هذا فيما يتعلق بالعلامة التجارية بشكل عام جداً وبما يلائم كل العصور منذ بدء قوننة العمل التجاري والعمل التسويقي، وقال بأنه في ظل المفاهيم الرقمية والنقلة الرقمية الثورية اليوم، توسع مفهوم العلامة التجارية ليشمل أيضاً المنصات الرقمية الخاص بالمؤسسة، مثل موقع الانترنت الخاص بالمؤسسة أو المشروع، المتجر الإلكتروني، تطبيق الجوال، وبكل تأكيد، حسابات السوشال ميديا الخاصة بالمؤسسة.
وحول أهمية العلامة التجارية، قال السيد محمد الأطرش بأنه لضمان نجاح المشروع التجاري، أول شيء يجب عمله بعد الترخيص وإعداد البنية التحتية والمقر الخاص للمشروع، هو بناء العلامة التجارية أو كما تسمى بالمصطلح العالمي عملية الـ Branding لأنه بدون علامة تجارية واضحة واحترافية وجذابة ومستوفية لكل العناصر الرئيسية لعملية الـ Branding لن تتمكن الشركة أو المؤسسة أو المشروع من المنافسة أو اختراق السوق أو استهداف الجمهور المطلوب. لن تتمكن أبداً من القسام بعملية التسويق الهامة والحيوية والرئيسية. وقال بأن الكثير من أصحاب المشاريع ورواد الأعمال الذين يشتكون من تعثر أو ضعف أو حتى فشل في مشروعهم أو مؤسستهم الناشئة، عند تحليل عملهم ووضع مشروعهم، نجد دائماً بأن 80% من الأسباب تعود إلى ضعف في العلامة التجارية وطريقة بنائها وتقديمها للجمهور، بل أحياناً بعض المؤسسات والمشاريع تهمل جانب بناء العلامة التجارية بالكامل، ما سيؤدي بهم حتماً للفشل عاجلاً أم آجلاً.
وقال الأطرش أنه وضمن كل الدورات التدريبية والجلسات التوجيهية التي يقدمها، يركز مفهوم العلامة التجارية في ثلاثة أركان رئيسية ومتكاملة هي كالتالي: أولاً الهوية البصرية، ثانياً طقم منصات السوشيال ميديا، ثالثاً موقع الانترنت. هذه الأركان الرئيسية الثلاثة إذا اجتمعت معاً، وصيغت بشكل احترافي وجذاب ومتكامل، يمكن لنا القول وقتها بأنه لدينا علامة تجارية معاصرة وقوية وقادرة على دخول السوق والقيام بعملية التسويق.
وحول شرح تلك الأركان، قال بأن الركن الأول هو الهوية البصرية للمشروع، وهي تشمل كل العناصر المرئية فيه بدءاً من الشعار الخاص بالشركة، مروراً بحزمة الألوان الخاصة بهوية المشروع، الخطوط الخاصة بالمشروع، المطبوعات، اللوحات، الزي الموحد، وانتهاءاً بديكور مقر المشروع نفسه. فيما يتعلق بالركن الثاني الذي هو طقم منصات التواصل، الحقيقة هناك سبب لنسميه (طقم) لأنه من الضروري جداً أن يكون معد ومتكامل فيما بينه للتعبير بشكل موحد عن المشروع، طبعاً كل شركة أو مشروع يختار منصات التواصل الاجتماعي التي تخدم مشروعه وتوصله إلى جمهوره بشكل أفضل، ولكن المهم هو أن تظهر هذه الحسابات أو الصفحات كطقم موحد واحترافي يعبر عن الشركة بشكل جذاب ويصلها بجمهورها من خلال المحتوى الذي سيتم نشره على هذه المنصات.
وحول العنصر الثالث والأخير والأكثر أهمية: موقع الانترنت الذي هو الواجهة الرقمية الرئيسية للمشروع بكل مافيه من رؤية وأفكار وخدمات ومنتجات وطريقة عمل. أسميه أنا في الدورات والجلسات الاستشارية بمندوب المبيعات الذي يعمل دون كلل ولا ملل 24 ساعة في اليوم و 7 أيام في الاسبوع على الشبكة العنكبوتية العالمية لإيصال اسم الشركة وخدماتها لكل من يرغب. طبعاً طريقة الاستفادة المثلى من موقع الانترنت وكيفية تشغيله كمندوب مبيعات فعلي هو بحث يحتاج إلى توسع، ولكن ما يعنينا هنا في مجال العلامة التجارية: أن يكون الموقع واجهة احترافية وجذابة لكل من يزوره.
وفي إجابة لسؤال حول العلاقة بين العلامة التجارية وفق المفاهيم الرقمية المعاصرة، بالتسويق الرقمي الذي بات الشغل الشاغل اليوم لكل المشاريع التجارية والمؤسسات باختلاف أنواعها؟ قال الأطرش بأن العلاقة قوية وحتمية ومتكاملة، يعني بما أنه اليوم جميع المشاريع والمؤسسات والمنظمات باتت مهتمة ومعنية بالتسويق الرقمي الذي هو فعلياً التسويق باستخدام المنصات الرقمية، السوشيال ميديا ومحركات البحث وغيرها، فعلى هذا الأساس لا يمكن أصلاً دخول العالم الرقمي للتسويق فيه، بدون وجود علامة تجارية رقمية واضحة ومستوفية لكل العناصر التي تكلمنا عنها آنفاً. وفي الحقيقة هذا خطأ يرتكبه العديد من أصحاب المشاريع الناشئة ورواد الأعمال، أنهم يريدون التسويق للمشروع الخاص بهم دون حتى أن يكونوا قد استوفوا كامل أركان بناء العلامة التجارية، وهذا ما سيؤدي إلى نتائج غير مرضية في العائد التسويقي للمشروع بشكل عام.
Comentarios