تجمع القصة التسويقية بين أفضل ما في التسويق الرقمي والتقليدي، وتستخدم العواطف والإبداع لجذب الجمهور وتحويلهم لعملاء. وفي هذه المقالة التي هي الأولى في سلسلة السرد القصصي في التسويق، نشارككم 5 أسباب لضرورة استعمال السرد القصصي في التسويق لمشاريعكم.
ما هو التسويق بالقصص؟
السرد القصصي هو استخدام الكلمات لإنشاء عوالم وتجارب جديدة في خيال القارئ أو المستمع. ويمكن أن يؤثر في المشاعر الإنسانية. وحتى في قبول الأشخاص لأفكار معينة أو تشجيعهم على اتخاذ إجراء.
والقصة التسويقية هي استخدام السرد لتوصيل رسالة. ويمكن أن تستفيد منها الشركات الناشئة الصغيرة والشركات الكبيرة. ويبقى الهدف جعل المشاهد يشعر بشعور ما، لدرجة تكفي لإلهامه لاتخاذ إجراء وزيادة ولائه لعلامته التجارية.
يساعد التسويق بالقصص المستهلكين على فهم سبب اهتمامهم بالأمور والأشياء، ويضفي الطابع الإنساني على علامتك التجارية. وتساعد القصص أيضاً على جذب انتباه الجمهور في السوق شديد المنافسة، وترك انطباعات لا تنسى لدى الناس.
ولا يقتصر السرد القصصي في التسويق على مقاطع الفيديو، لأن القصص يمكن أن تأتي بأشكال مختلفة في التسويق الرقمي، مثل الكتابة أو الصوت. ويمكن مشاركتها عبر قنوات تسويقية متنوعة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي.
والقصة فن يحتاج إلى إبداع ورؤية ومهارة وممارسة. وهي جزء مهم من أكثر الحملات التسويقية نجاحاً، وعلامة مميزة للعلامات التجارية النابضة بالحياة، مقابل الشركات المتواضعة وعملائها غير المخلصين الذين يشترون منها لمرة واحدة فقط.
5 أسباب لتستخدم السرد القصصي في التسويق لمشروعك
لماذا نحكي القصص دائماً؟ صحيح أن البيع والترفيه والتثقيف من أهم الأسباب. لكن لماذا نختار سرد القصص أيضاً أثناء تقديم عرض تقديمي على PowerPoint المبني بشكل أساسي على البيانات والحقائق؟ لماذا تعتبر القصص وسيلة انتقال لمشاركة المعلومات وشرحها وبيعها؟ إليكم الأسباب:
1. تبسط القصص المفاهيم المعقدة، وترسخ المفاهيم المجردة
قد يكون فهم الأفكار الجديدة صعباً ومربكاً، ويمكن أن تساعد القصص في التغلب على هذه الصعوبات. فكر في الأوقات التي ساعدتك فيها القصص على فهم درس الفيزياء بشكل أفضل. ربما استخدم المعلم مثالاً واقعياً لشرح مشكلة رياضية.
يعد اتخاذ مفهوم معنوي غير ملموس وربطه بأمثلة ملموسة من أكبر نقاط القوة في سرد القصص التجارية. زمن أشهر الأمثلة على ذلك ما تفعله شركة Apple.
يمكن أن تكون أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية موضوعات معقدة لوصفها للمستهلكين كل يوم. لكن الشركة تستخدم قصصاً واقعية لشرح كيفية عمل منتجاتها وإفادة المستخدمين. وتستخدم القصص بدلاً من الاعتماد على المصطلحات الفنية لإقناع المستهلكين بشراء منتجاتها بدلاً من منتجات المنافسين.
2. تشكِّل القصص الأفكار وتعززها
على مرِّ التاريخ، استُخدمت القصص لتعزيز التعاون والتأثير على السلوكيات الاجتماعية. يحفِّز الاستماع إلى القصص أجزاء مختلفة من الدماغ أكثر من الاستماع للبيانات فقط.
أظهرت الدراسات أن تأثير رواية القصص يجعل المعلومات لا تُنسى. اكتشف عالم النفس "جيروم برونر" أنه عند استخدام القصص لتوصيل رسالة، يتذكرها الناس 22 مرة أكثر من الحقائق والأرقام وحدها.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أنه عندما يستمع الناس إلى العروض التقديمية، سواء كانت تحتوي على حقائق وأرقام أو قصة، فإن 5٪ فقط تذكروا إحصائية، لكن 63٪ تذكروا القصص. والقائمة تطول.
وهناك دليل علمي على أن القصص يمكن أن تغير سلوكنا لأنها تثير عواطفنا. فإذا كنت راوي قصص جيداً، فبإمكانك التأثير في السلوك المستقبلي لجمهورك، عبر رواية سلسلة من الأحداث لهم من وجهة نظرك.
والقصص تصل إلى الجمهور حتى إن كانوا متعبين، بل يمكن أن تكون أكثر تأثيراً فيهم، لأنهم سيكونون أقل انتقاداً للحقائق، وأكثر انفتاحاً على تغيير أفكارهم.
3. تجمع القصص الناس معاً
القصص لغة عالمية. يمكنها جمع الناس معاً وخلق شعور بالانتماء لمجتمع. على الرغم من الحواجز والاختلافات، فإن القصص تربطنا من خلال المشاعر وكيفية استجابتنا لها، لأننا جميعنا نتعامل مع المشاعر، ونتشارك مشاعر الابتهاج والأمل واليأس والغضب.
يستعمل التسويق القصصي السرد للتواصل مع الجمهور على المستوى العاطفي، من أجل مساعدتهم على التعاطف وفهم المشكلات التي يحلها عملك على مستوى أعمق.
ووفقًا لـ"هارفرد بيزنس ريفيو"، فإن الروابط العاطفية محركات مهمة للولاء للعلامة التجارية ومؤشر رئيسي لقيمة العملاء في المستقبل. ومن المرجح أيضاً أن يوصي العملاء بعلامة تجارية عندما يكون لديهم علاقة عاطفية بها.
4. القصص ملهمة ومحفزة
عندما تصبح العلامات التجارية شفافة وأصيلة، فهذا يعني أنها واقعية، وتساعد المستهلكين على التواصل معهم ومع الأشخاص الذين يقفون وراءهم.
عبر المشاعر المتنوعة وثنائية الخير والشر، تلهمنا القصص وتحفزنا وتحركنا. وتعزز أيضاً الولاء للعلامة التجارية من خلال إنشاء قصة حول علامتك التجارية أو منتجك لإضفاء الطابع الإنساني عليها أثناء العملية التسويقية.
5. تجذب القصص الانتباه وتشحذ الخيال
مجرد سرد قصة لا يكفي، لأن الهدف هو جذب الانتباه وخلق ردة فعل. وإحدى الطرق الرائعة للقيام بذلك هي إثارة التشويق، مثل طرح أسئلة وخلق عنصر غموض لجذب الجمهور، ثم الإجابة عليها.
وهناك طريقة أخرى لاستخدام السرد القصصي في التسويق، وهي "إظهار، عدم إخبار"، حيث تأسر التفاصيل التي تجعل قصتك تنبض بالحياة.
على سبيل المثال، لنفترض أن شركتك تطلق منتجًا جديدًا. يمكنك مشاركة التفاصيل حول الوقت الذي توصل فيه فريقك إلى الفكرة، وهذا سيثير فضول العملاء أكثر من إخبارهم بأنك على وشك طرح منتج جديد. تحدث عن الحواجز والمكاسب الصغيرة؛ واجعل جمهورك يشعر بأنه جزء من إنجازك.
عندما يستمع أحدنا إلى قصة، يطوِّر تصوُّراً بصرياً عنها في خياله، ويمكن أن يضيف العديد من التفاصيل والشخصيات والأحداث. وقد تعيد لنا القصص بعض الذكريات، وكثيراً ما نجد أنفسنا ممثلين رئيسيين في القصص في خيالنا.
للحديث عن السرد القصصي في التسويق بقية في مقالات لاحقة، وحتى لا تفوتكم المعلومات القادمة، اشتركوا في نشرة مؤسسة أفق وتابعونا على منصاتكم المفضلة. وإن كان لديكم أي استفسار، تواصلوا معنا الآن!
Comments