كل ما تحتاج معرفته عن السرد القصصي في التسويق
top of page

كل ما تحتاج معرفته عن السرد القصصي في التسويق

تاريخ التحديث: ١٤ أكتوبر ٢٠٢٣

من النادر أن تبقى أحد أشكال التسويق بالمحتوى صامدة في مجال التسويق الرقمي المتسارع والمتغير، لكن القصة التسويقية ربحت هذا الرهان! بل إن قيمة السرد القصصي في التسويق تزداد مع مرور الوقت، خاصة وسط زحمة المحتوى المكرر المكتوب بالذكاء الاصطناعي. هل السرد القصصي هو الورقة الرابحة للمشاريع اليوم؟ في السطور التالية سنتناول أهمية القصة التسويقية، وكيفية استخدامها في التسويق الرقمي لمشروعك.

السرد القصصي

ما هو السرد القصصي في التسويق؟

هو إبداع عوالم وتجارب وشخصيات ليعيشها المتلقي (القارئ أو المستمع) ويتفاعل معها، وهو من أكثر أنواع المحتوى التسويقي تأثيراً في المشاعر، والطريق الأسرع لإقناع الجمهور بفكرة ما أو دفعهم لاتخاذ إجراء معين.


هل ما يزال السرد القصصي مهماً للتسويق؟

السرد القصصي في التسويق أقدم من التسويق الرقمي، لكنه من أنواع التسويق بالمحتوى التي تزداد قيمتها مع مرور الوقت، مثل المعادن النفيسة!


نروي القصص للترفيه عن أنفسنا والآخرين، وأيضاً بهدف التثقيف والتسويق، لكن ما لماذا يحظى السرد القصصي في التسويق بأفضلية على عرض تقديمي مدعوم بالبيانات والإحصائيات على PowerPoint مثلاُ؟


في عالم المشاريع، يتواصل المتخصصون ورجال الأعمال بلغة الأرقام والإحصائيات، لكن في عالم التسويق الرقمي تحتاج إلى نقل هذه البيانات إلى الجمهور بطرق تخاطب قلوبهم قبل عقولهم.


توجد أمور لا يمكن سوى للقصة القيام بها، ومن أهمها:

  • ترسِّخ المفاهيم المُجرَّدة وتبسِّط المفاهيم المُعقَّدة.

  • تعزِّز الأفكار وتشكِّلها.

  • تجمعُ الناس معاً.

  • تُلهم وتحفِّز.

للقصص تأثير عميق في أدمغتنا وردود أفعالنا، أظهرت دراسة أن القصص يمكن أن تثبت في الذاكرة أكثر بـ22 مرة من الحقائق البسيطة!


وعلى الرغم من أن بعض برامج الذكاء الاصطناعي تتحسن في صياغة السرد القصصي (روبوت Bing chat مثلاً)، إلا أنها لا تتمتع بنفس الجاذبية العاطفية التي يتمتع بها السرد القصصي البشري.


وهذا لأن كتاب المحتوى يمكنهم الاستفادة من تجارب الحياة الواقعية والدوافع والمشاعر لصياغة قصص مقنعة ومترابطة تلقى صدى لدى القراء، على عكس الذكاء الاصطناعي التوليدي.


توصي شركة Make Use Of (MUO) كتاب المحتوى باستخدام لغة تفاعلية ووصفية في السرد القصصي، ومزج الحقائق والأرقام مع الاستعارات والحكايات لإضافة الأصالة إلى المحتوى التسويقي القصصي.



ما صفات القصة التسويقية الجيدة؟

نحب جميعنا رواية القصص الجيدة والاستماع إليها، لكن يتحتم على كل قصة جيدة أن تكون:

  • ممتعة: تبقي القارئ منشغلاً ومهتماً بمتابعة أحداثها.

  • معقولة: تقع أحداث القصة الجيدة ضمن عالم يتقبله الجمهور بسهولة.

  • تعليمية: تثير القصة الجيدة فضول القارئ وتغني رصيده المعرفي.

  • ذات صلة: تُذكّر جمهورها بالأشخاص والأماكن التي يعرفونها، وتساعدهم على التعرف على الأنماط الموجودة في العالم من حولهم.

  • مُنظمَّة: تسير القصة الجيدة ضمن سياق موجز ​​يساعد في نقل الرسالة الأساسية للجمهور.

  • لا تُنسى: تضمن القصص الجيدة مكانها الدائم في ذهن القارئ عبر الانطباعات التي تتركها، مثل التحفيز أو الإلهام أو الصدمة أو الفكاهة.

  • مُعاصِرة: ترتبط القصص الجيدة بالحياة اليومية والأحداث الجارية والموضوعات المثيرة للاهتمام التي يتفاعل معها الجمهور.


عناصر القصة التسويقية الناجحة

وفقاً لدورة "قوة السرد القصصي" Power of Storytelling من HubSpot، تحتوي القصة التسويقية الجيدة على 3 مكونات رئيسية، ومكونين آخرين مهمين، وهذه المكونات هي:


1. الشخصيات

لكل قصة شخصية واحدة على الأقل، وهذه الشخصية الرئيسية -أو البطل- هي الجسر الواصل بين القصة وجمهورك. وإذا استطاع الجمهور أن يضع نفسه مكان البطل، فالأغلب أنهم سيتابعون القصة للنهاية ويكملون الإجراء المطلوب منهم.


2. الصراع

يمثِّل الصراع كيفية تغلُّب الشخصية الرئيسية على التحدي الذي ستوجهه، وهدف الصراع إثارة المشاعر لدى الجمهور، وهو عنصر رئيسي لا تكتمل القصة من دونه.


3. الحل

لكل قصة جيدة نهاية، وتنتهي القصص الجيدة بحل الصراع ثم عبارة لحث الجمهور على اتخاذ إجراء.


كما يوجد عنصران آخران يتحتم عليك تضمينهما في السرد القصصي في التسويق، وهما:


4. الحبكة

ربما لديك أفكار لشخصيات وأحداث رائعة، لكن إذا لم تربط بين هذه العناصر وترتبها في إطار زمني (بداية، ذروة، نهاية) فلن تجذب الجمهور ولن تستطيع إيصال رسالتك.


5. الإعداد

يشمل إعداد القصة التسويقية اختيار المكان الذي تجري فيه أحداثها، بالإضافة إلى تحديد عناصر أخرى مهمة مثل:

  • قيم وأهداف الشخصيات.

  • طريقة التحدث (رسمية، غير رسمية..) واللهجات المستخدمة (عامية، فصيحة..)

  • اختيار عناصر بصرية محددة لإيصال رسائل معينة.


على سبيل المثال، لنفترض أنك تعمل على إنشاء فيديو حملة إعلانية يتضمن شخصيتين رئيسيتين، أحدهما مدير شركة ناشئة والآخر يعمل في مؤسسة كبرى، أين سيكون من المنطقي أن تلتقي هاتان الشخصيتان؟ وكيف يمكن أن يؤثر موقعهما على لغة المحادثة ومظهرهما؟


تؤثر كل هذه العوامل على كيفية استيعاب الجمهور للقصة وارتباطهم بها.


كيف تستخدم السرد القصصي في التسويق الرقمي؟

السرد القصصي فن، وكغيره من الفنون يحتاج إلى خطوات إبداعية مدروسة، خاصة عندما تقرر المشاريع إضافة السرد القصصي في التسويق الرقمي، والخطوة الأولى هي:


1. حدِّد جمهورك وتعرَّف عليه

أي نوع من الناس سيرغب بسماع قصتك ويتفاعل معها؟ قبل ان تبدأ في كتابة سيناريو القصة التسويقية قم بإجراء بعض الأبحاث حول السوق المستهدف وشخصية المشتري.


تساعدك البيانات على فهم جمهورك والتواصل معه بشكل أفضل، وصناعة محتوى تسويقي يحقق أهدافك من التسويق الرقمي.



2. حدد شخصيتك ورسالتك

إذا تجسَّدت علامتك التجارية في شخصية فكيف سيكون مظهرها وتصرفاتها؟ هل ستكون مثل صديق مُقرَّب من الجمهور أم مرشداً لهم؟


ما الهدف من قصتك والمغزى منها؟ أهو بيع منتج أم جمع التبرعات أم الدفاع عن قضية ما؟ حاول تلخيص القصة التسويقية في 10 كلمات لاستخلاص رسالتك الأساسية.


3. اختر نوع القصة

وفقاً لمجلة Forbes، توجد 3 أشكال رئيسية من القصة التسويقية:

  • قصص العملاء مع منتجاتك أو خدماتك.

  • القصص المبنية على البيانات.

  • الإعلانات المُصغَّرة، والتي تتبع قاعدة "خير الكلام ما قلَّ ودلَّ"، فتعتمد على إثارة اهتمام الجمهور بمقتطفات قصيرة من المعلومات المشوِّقة دون أن يشعر بالملل.

توجد أشكال أخرى للقصص التسويقية، مثل قصة نشأة العلامة التجارية وقيمها والقضايا التي تدعمها، وقصص نجاح موظفيك وكواليس العمل، والقصص التعليمية وغيرها الكثير..


يعتمد اختيار الشكل المناسب للقصة التسويقية على استراتيجية التسويق الرقمي لديك وعلى جمهورك المستهدف.


4. شجِّع روح المبادرة

لضمان تحقيق أهداف قصتك التسويقية المتمثلة باتخاذ الجمهور لإجراء ما، اضف دعوة للمبادرة Call to Action (CTA) في نهايتها.


5. اروِ قصتك

في هذه المرحلة يصبح لديك تصوُّر واضح عن كيفية استخدام السرد القصصي في التسويق، ويحين وقت تحويل أفكارك إلى شكل من أشكال المحتوى.


ليس من الضروري أن يكون التسويق بالقصة عبر محتوى الفيديو فقط، يمكنك صياغة القصة التسويقية بأي شكل تريده مثل المقالات والبودكاست، بل إن محتوى الفيديو نفسه يتضمن العديد من الخيارات الإبداعية مثل الموشن جرافيك.



6. شارك قصتك واختبر أداءها

إتمام صناعة المحتوى التسويقي يعني أنك اجتزت نصف الطريق، وحان الوقت الآن لعبور النصف الآخر بمشاركته مع الجمهور عبر قنوات التسويق الرقمي مثل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل والمدونات.


لكنك ما زلت ماضياً في رحلة التسويق الرقمي، فبمجرد مشاركة قصتك يتحتم عليك اختبار أدائها، واكتشاف أي ثغرات أو تفاصيل كان بإمكانك إضافتها، وتحسين التسويق بالقصة لديك باستمرار.


في عالم يمثل فيه المحتوى حجر الزاوية في جميع الأنشطة التسويقية، ويُصاب فيه الجمهور بالملل بشكل أسرع من ذي قبل، فإن التميز ضروري للغاية، والسرد القصصي ورقتك الرابحة لتتميز في التسويق الرقمي.


هل يحتاج مشروعك إلى بث روح جديدة فيه؟ احصل على خدمات مؤسسة أفق الشاملة في مجال التسويق الرقمي وصناعة المحتوى التسويقي للمشاريع بأنواعها وأحجامها، إن كان لديك أي استفسار حول خدماتنا فلا تتردد بالتواصل معنا اليوم!



١٧٨ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page