كتابة تجربة المستخدم | مؤسسة أفق
top of page

التصميم بالكلمات: كتابة تجربة المستخدم UX Writing

تاريخ التحديث: ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٣

إذا زرت أي موقع إلكتروني، فما هو الشيء الأساسي الذي سيجذبك إليه؟ ربما تجيب بسرعة: التصميم، أو المنتجات المعروضة. لكن ما يجذبنا حقاً إلى المواقع هي اللغة التي تخاطبنا بها وتجربة المستخدم التي تقدمها لنا، والعكس صحيح، فمهما كان التصميم رائعاً فإنه لن يعوض عن معلومات ناقصة! كتابة تجربة المستخدم هي من أهم عناصر إنشاء المواقع الإلكترونية، وفي هذه المقالة نشارككم كل ما يتعلق بها وبأهميتها بالإضافة إلى أهم قواعد كتابة تجربة المستخدم.

تجربة المستخدم

ما المقصود بـ"كتابة تجربة المستخدم" UX Writing؟

كتابة تجربة المستخدم هي فن كتابة النصوص التي توجِّه المستخدمين في الواجهات الرقمية مثل المواقع الإلكترونية والتطبيقات. وتشمل مكونات واجهة المستخدم مثل الأزرار التفاعلية وتسميات القوائم ورسائل الخطأ وملاحظات الأمان والشروط والأحكام. وأي تعليمات حول استخدام المنتج أو الخدمة.


والهدف الأساسي من كتابة تجربة المستخدم هو تقديم تجربة رقمية إيجابية للعميل، تضمن إتمام عملية شراء المنتج أو الخدمة.


هل كتابة تجربة المستخدم ضرورية لجميع المشاريع؟

يفترض كثير من مطوري المنتجات أن عملية تصميم المنتج تسبق عملية كتابة تجربة المستخدم. لكن هذه الافتراضات تسبب الكثير من الضرر، لأن العميل المستهدف قد لا يلاحظ المنتج على الإطلاق إذا كانت واجهة المستخدم ضعيفة.


في السنوات الأخيرة، غيرت العديد من الشركات الكبيرة، مثل فيس بوك وسبوتيفاي، المسمى الوظيفي لكاتب تجربة المستخدم إلى "مصمم تجربة المستخدم".


ويعود السبب في ذلك إلى أن كاتب تجربة المستخدم ينبغي أن يكون اليوم ضمن فريق تصميم المنتج. وأن كتابة تجربة المستخدم ينبغي أن تكون ضمن الخطوات الأولى المهمة لكل مشروع.



ما الفرق بين كتابة تجربة المستخدم وكتابة الإعلانات؟

غالباً ما يتم الخلط بين كتابة تجربة المستخدم وكتابة المحتوى التسويقي مثل الإعلانات، لكن لكل منهما ما يميزه في التسويق الرقمي.


تركز كتابة الإعلانات (Copywriting) بشكل رئيسي على استخدام اللغة لإقناع المستخدمين بشراء المنتج أو الخدمة. ويتم استخدامها في أماكن مثل المنشورات التسويقية ومدونة الموقع.


وبالمقابل، يتم الجزء الأكبر من كتابة تجربة المستخدم (UX Writing) بعد أن يكمل المستخدم عملية الشراء، وهذا يعني أن تجربة المستخدم لا تهدف للبيع، وإنما ضمان الاستخدام السهل والممتع للمنتج أو الخدمة.


ويوجد فرق آخر رئيسي بين كتابة تجربة المستخدم والإعلانات، وهي أن كاتبي المحتوى التسويقي يعملون على كتابة نصوص طويلة غالباً، بينما تشترط كتابة تجربة المستخدم صياغة نصوص موجزة وواضحة.


كيف تبدأ الكتابة لتجربة المستخدم؟

قبل البدء في تصميم تجربة المستخدم أو كتابة المسودة الأولى، من الضروري أن تتكون لديك صورة واضحة للمستخدم النهائي للمنتج أو الخدمة.


اطرح الأسئلة التالية حول عملائك وخلفياتهم ورحلة العميل المثالية:

  • ماذا يعرفون؟

  • ماذا يريدون؟

  • ما نقاط الألم لديهم؟

  • كيف وصلوا إلى هنا؟

  • ما الذي يمكنهم فعله بعد ذلك؟

عندما تفهم عمليك بشكل كامل، تقمَّص طريقة تفكيره وضع نفسك مكانه. على سبيل المثال، إذا كنت تملك موقعاً للتجارة الإلكترونية، اسأل نفسك: "ما الذي يريد عميلي القيام به في هذه المرحلة؟ وكيف يمكنني تلبية ذلك؟"


مثال آخر، لنفترض أنك بدأت علامة تجارية جديدة للملابس، لكن عملاءك المحتملين غير واثقين من أن علامتك حقيقية أو أصلية. تحدي كتابة تجربة المستخدم هنا هو صياغة محتوى يغرس الثقة لدى المستخدمين، ويحقق أهدافك التسويقية أيضاً.


إذا كان العملاء يتصفحون منتجاتك عبر تطبيق أو متجر إلكتروني، يمكنك صياغة رسالة سريعة تقيِّم علامتك التجارية وتقدِّم حافزاً، مثل شحن مجاني أو كود خصم. مثل النص التالي:


"نحن هنا لابتكار ملابس أيقونة ومستدامة وصديقة لكوكبنا. نستثمر 15% من أرباحنا في مشاريع التشجير. نود أن تنضم إلينا في (اسم الشركة). احصل على خصم 10% على طلبك الأول."


تضمن هذه الصياغة القوية والموجزة تفاعلاً إيجابياً مع المستخدم، وخاصة عند تضمين الدعوة إلى الشراء في النهاية قبل انقطاع الاتصال.



قواعد رئيسية في كتابة تجربة المستخدم

تعد كتابة واجهة المستخدم فناً وعلماً. ومع أنه من المستحيل تأطيرها بقوانين ثابتة، فمن الممكن وضع بعض القواعد العامة التي يمكن أن تساعدك في تصميم تجربة المستخدم بشكل أفضل:


1. حافظ على الإيجاز

"الكتابة سهلة. كل ما عليك فعله شطب الكلمات الخاطئة." - مارك توين


الإيجاز في كتابة تجربة المستخدم سمة تحسب لك لا عليك، لأن الإيجاز دليل على كفاءة الكاتب وعلى قدرته على استخدام أقل عدد من الكلمات لإيصال المعنى.


على سبيل المثال، لا تكتب "يجب عليك تسجيل الدخول حتى تتمكن من كتابة تعليق".

بل اكتب: "سجِّل دخولك للتعليق".


2. تجنب الفقرات الطويلة

عندما يتفاعل المستخدمون مع واجهة رقمية، لا يستغرقون في الواجهة نفسها وإنما فيما يعملون. أي أنهم لا يقرؤون كل النصوص في واجهة المستخدم بل يقومون بمسحها بصرياً بسرعة.


ويمكنك مساعدتهم في ذلك عن طريق كتابة النصوص على شكل فقرات قصيرة يمكن مسحها بصرياً بسهولة.


قسِّم النص إلى جمل وفقرات أقصر، وحرر الفقرات واختصرها قدر الإمكان.


3. تجنب النفي مرتين متتاليتين

يزيد النفي المزدوج من ثقل المعلومة، وسيضطر المستخدمون لإمضاء وقت أطول في فهم الرسالة، أو أسوأ من ذلك، سوف يتخلون عنها.


لا تكتب عبارات مثل: "لا أريد إنهاء الاشتراء".


4. حافظ على تناسق الكتابة

يخلق التناقص ارتباكاً، ومن أكثر الأخطاء الشائعة في كتابة تجربة المستخدم؛ استبدال كلمة بأخرى مرادفة أو مشابهة لها في قسم آخر من واجهة المستخدم. مثل "حجز" و"جدولة"، "اشترك" و"تسجيل الدخول".


خطأ شائع آخر هو فوضى الضمائر في الجملة، فجملة مثل "قم بتغيير مفضلاتك في حسابي" غير واضحة، والأفضل كتابة "قم بتغيير مفضلاتك في حسابك".


5. تجنب المصطلحات المتخصصة

الوضوح والبساطة من السمات المهمة في تصميم تجربة المستخدم وكتابتها. ويحتاج الوضوح إلى إزالة المصطلحات المتخصصة، واستخدام كلمات وعبارات مألوفة ومفهومة.


لا تكتب عبارات مثل "خطأ في النظام (الرمز #2234): حدث خطأ في المصادقة".

بل اكتب بكل بساطة: "خطأ في تسجيل الدخول: لقد أخلت كلمة مرور غير صحيحة".


6. استخدم الأرقام

اكتب بالأرقام بدلاُ من الكلمات إذا كان السياق مناسباً. فلا تكتب مثلاً "لديك ثلاث رسائل غير مقروءة"، وإنما "لديك 3 رسائل غير مقروءة".


7. لا تلقِ بالتفاصيل دفعة واحدة

من المفيد تقديم معلومات إضافية أو تكميلية للمستخدمين. لكن في كثير من الأحيان يتم تقديم هذه المعلومات في وقت سابق للحاجة إليها.


تتسبب كثرة المعلومات في إرباك المستخدمين. ولهذا لا تكشف عن التفاصيل إلا وقت الحاجة إليها.


يمكنك استخدام تقنية الكشف التدريجي على شكل زر "قراءة المزيد". وهي تقنية مفيدة بشكل خاص عند تصميم تجربة المستخدم على الهاتف المحمول. حيث يكون لدى المستخدمين مساحة محدودة للعمل.


هذه القواعد العامة في كتابة تجربة المستخدم هي غيض من فيض في هذا المجال الضخم والجديد في السوق العربي.


والكتابة جزء من عمل مصمم تجربة المستخدم. فهو يشارك أيضاً في عملية صناعة المحتوى بأكملها؛ منذ التفكير والبحث والتصميم، وحتى الاختبار وتحليل البيانات.


لا تتفاجأ إذا استغرقت كتابة تجربة المستخدم وقتاً طويلاً، فكل كلمة فيها ينبغي أن تكون جزءاً من محادثتك مع المستخدمين، وهدف تصميم تجربة المستخدم أن تكون هذه المحادثة فعالة.


أفضل استثمار تبذله لمشروعك اليوم هو الاستثمار في صناعة المحتوى والتسويق الرقمي، اطلب خدماتك اليوم من مؤسسة أفق للإعلام والتسويق الرقمي وصناعة المحتوى. تعرف إلى خدماتنا الشاملة والجهات التي عملنا معها لسنوات وتواصل معنا اليوم!

مصادر: 1 2 3

٤٢ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page